شاهد ايضا

قصة انا ابن جلا وطلاع الثنايا وعلاقتها بالحجاج بن يوسف الثقفي



ورغم ما روي عن بطشه بالناس وقسوته ، الا انه لم يكن فارسا مغوارا كفرسان العرب المشهورين. وانما كان واليا علي العراق وعلي عدة بلدان اخري عينه فيها الخليفة الاموي عبدالملك بن مروان . واستمر كذلك في عهد الوليد بن عبد الملك حتي وفاته . لذلك سنتاول في هذا الموضوع كل ما يتعلق بقصة انا ابن جلا وطلاع الثنايا وعلاقتها بالحجاج بن يوسف الثقفي .

 
قصة انا ابن جلا وطلاع الثنايا وعلاقتها بالحجاج بن يوسف الثقفي
الحجاج بن يوسف الثقفي


من منا لم يسمع بالحجاج بن يوسف الثقفي ، والقصص التي تروي عنه وعن ظلمه وبطشه باهل العراق لدرجة انه تفاخر بنفسه بقوله انا ابن جلا وطلاع الثنايا ، وبأنه كان يقتل بالظنة. بمعني ان اي شخص يشك في ولائه للخليفة الاموي عبدالملك بن مروان يأمر بضرب عنقه .


مساوي وميزات الحجاج


ومشهور عن الحجاج ضرب الكعبة بالمناجنيق في خلافة عبدالملك. وقام بصلب عبدالله بن الزبيرعلي رغم من كل مآسيه الا انه كان احد الاسباب وراء تثبيت دعائم ملك بني امية ، ان لم يكن اهم الاشخاص الاوفياء لبني امية .

كما ان الحجاج كان يهتم بالجهاد ونشر الاسلام. فكان احد الاسباب في فتح بلاد ما وراء النهر. والتي حدث فيها ثورات ثم استطاع العباسيون ان يخمدوا تلك الثورات خاصة في زمن هارون الرشيد وقد اختلف الرواة في شخصيته هل هو ظالم ، ام كان يتعامل وفق السياسة وتثبيت دعائم الدولة .


شخصية الحجاج بن يوسف الثقفي


تذكر كتب التاريخ بان الحجاج كان في بدايته معلما للاطفال. فكان يحفظ الاطفال كتاب الله ، ويعلمه من الحديث ، يعني انه كان شخصية جيدة قبل توليه المناصب في الدولة الاموية .

الا انه تغير تماما لما ارسله عبدالملك لمواجهة عبدالله بن الزبير ، فكان الحجاج شديدا ولم يبالي ابدا بحرمة الكعبة فضربها بالمنجنيق. ولم يكتفي بذلك بل لما تمكن من ابن الزبير لم يتورع عن قتله فقط بل قام بصلبه .


شاهد ايضا : من هارون الرشيد امير المؤمنين الي نقفور كلب الروم الجواب ما تري لا ما تسمع


قصة انا بن جلا


بعدما نجح الحجاج في القضاء علي ثورة ابن الزبير. لاه عبد الملك علي بلاد الحجاز سنة 73 هجريا. فمكث فيها حتي  .سنة 75 هجريا ، حيث ولاه الخليفة علي بلاد العراق

وسار اليها في جيش من اهل الشام ، ولما بلغ القادسية امر جيشه بالاستراحة ، ثم سار هو في اثني عشر راكبا الي الكوفة  ، فدخلها وصعد المنبر ملثما. ولما امتلئ المسجد بالناس استهل خطبته بقوله :


انا ابن جلا وطلاع الثنايا *** متي اضع العمامة تعرفوني


ثم اكمل مردفا ، يا اهل الكوفة ، اني لاري رؤوسا قد اينعت وقد آن قطافها ، واني لصاحبها ، وكأني انظر الي الدماء بين العمائم واللحي . واستمر في خطبته علي نفس الشكل ، يهدد كل من يحاول ان يشق عصا الطاعة للامويين .


ثم امر غلامه بأن يقرا عليهم كتاب امير المؤمنين ، فقرا " بسم الله الرحمن الرحيم : من امير المؤمنين عبد الملك بن مروان الي اهل الكوفة ، سلام عليكم" ، فلم يلقي اي احد يرد علي سلام الخليفة ، ثم امر الغلام بان يكف عن القراءة ، وطبيعي جدا ان الحجاج المعروف بولائه الشديد للامويين لن يصمت عن هذا ، فهددهم وتوعدهم بقوله " والله لأؤدبنكم غير هذا الادب أو لتستقيمن" ثم امر غلامه فأعد الكرة ، فلما قرأ سلام  الخليفة قال الجالسون " وعلي امير المؤمنين السلام" .


وهكذا فان هذه الخطبة توضح سياسة الحزم الممزوج بالظلم والتجبر ، ولا غرو فقد أخذ الناس بغير هوادة وقتلهم علي الظنة والريبة ، فحدثت مقتلى عظيمة في زمانه .


المصدر


  • الطبري : كتاب تاريخ الطبري الجزء السابع ، الصفحة 210 .
  • المسعودي : من كتاب مروج الذهب الجزء الثاني الصفحة مائة وخمس وعشرون .


المنشور القادم المنشور السابق
ضع تعليقك هنا
إضغط وأضف تعليق
comment url