شاهد ايضا

من هو اوغوز خان ولما يفتخر به الاتراك وهل هو ذو القرنين


نسمع كثيرا في مسلسلات الاتراك التي تتحدث عن تاريخهم . بداية من مسلسل قيامة ارطغرل والمؤسس عثمان ونهضة السلاجقة ، ومسلسل الب ارسلان ، ومسلسل الاخوة بربروس . وغيرها من المسلسلات التاريخية ، عن اوغوز خان ، حيث يعتبر عند الاتراك شخصية عظيمة جدا . فمن هو اوغوز خان ولما يفتخر الاتراك به وهل هو ذو القرنين ؟ هذا ما سنتاوله في هذا المقال .


من هو اوغوز خان
من هو اوغوز خان


بداية نذكر بان الاتراك احيانا ومثل كل الشعوب قد يغالون في اوغوز خان ، خاصة وبانه من الشخصيات المرموقة عندهم . حيث يعتبرونه اول شخص يفكر في غزو العالم كله ، وبأن يجعل الناس كلهم يدينون بالتوحيد . ومن كثرة وصفهم والمغالاة الكبيرة في القصص التي تروي عنه .. ستشعر وكأنه اسطورة من الاساطير ، لذلك ليس كل ما سنذكره في هذا المقال حقيقي .


من هم الاتراك او الترك


تعتبر امة الترك من اكبر واشهر الامم الآسيوية ، ويتشابهون في الخلقة مع الصينين واليابنيين والتبت ، ويعتبرون من الشعوب الطورنية . بدا الترك بحسب كتب التاريخ في جبل الذهب ، ثم انتشروا بعد ذلك في الآفاق. فهاجر بعضهم الي شمال جيجون وسيحون ، والي الشمال الشرقي لبلاد خوارزم ، والي شمال الصين . وملامحهم قريبة جدا من المغول والصينيون .

وقد قسم النسابون الترك بعد هجرتهم هذه الي قسم يقيم في الغرب وهم (الفلانديون والمجار) ، وقسم اخر في الشرق يسمون ( المانشو والتونغوز) ، وقسم يقيم في الجنوب الشرقي وهم ( المغول) . وكانت لهم صولات وجولات مع الفرس ، حتي ان هيردوت اشار اليهم باسم ( تاركيتاوس) .

وكان منهم اوغوز خان ، مؤسس اكبر دولة في التاريخ ، وكان لاوغوز خان من الاولاد ستة ، وهم (آي خان) ، و (وكون خان) و (وينديز خان) و (طاخ خان) و ( كول خان) و (دكز خان). فانقسموا الي نصفين ، ثلاثة منهم اقاموا في المشرق ومثلهم سكنوا في الغرب . وصار لاغوز خان من ابنائه 34 حفيدا ، فنشأ من هؤلاء الاحفاد العشائر او القبائل التركمانية.. الذين اصبحوا رؤساء القبائل ، وهذا بحسب قول نسابوهم .


من هو اوغوز خان ولما يفتخر به الاتراك 


اوغوز خان او كما سماه والده مته ، الا انه لما كبر غير اسمه وقال للناس نادوني اوغوز فاشتهر به وصار اسمه ، فهو اوغوز بن الملك قره خان او كاراخان .

فكان ابوه علي دينه آبائه كافرا بالله ويرفض التوحيد في بيته ومملكته ، ويقال ان اوغوز خان منذ صغره ظهر عليه علامات الايمان بالتوحيد ، ولما كبر اختيرت له زوجة ، فأمرها ان تؤمن بالله ، فلم يقربها حتي تؤمن بالتوحيد ، فرفضت الفتاة ذلك ، فامتنع اوغوز عن الاقتراب منها ، فلما ذكر لابوه الملك بان ابنه لم يقترب منها ، زوجه من ابنة كوز خان ، ففعل اوغوز خان مثلما فعل مع زوجته الاولي ، فابت الفتاة ان تؤمن . ومرت السنين علي هذا الحال ، ثم تزوج من ابنة عمه كورخان ، بعدما اخبرها بانه لم يقرب زوجتاه الاولي والثانية لانه عرض عليهم الايمان بالله فرفضتا ، وبأنه اختارها هي زوجة له ان آمنت بالله ، فأجابته بانها ستسير علي دربه وتؤمن بالله .

وذات يوم ذهب اوغوز الي الصيد ، وكان الملك كرخان قد عمل مأدبة دعا فيها نسائه ونساء ابنائه ، فسأل زوجة اوغوز عن عدم محبة اوغوز لزوجتيه الاولي والثانية ، فاجابت بأنها لا تدري ، وقالت له اسألهم هم ، فلما سألهما قالتا انه دعانا للايمان بالله فابينا .

فقام الملك بعقد اجتماع للنظر في هذا الامر ، فاجمعوا علي قتل اوغوز خان . فارسل الملك رجاله ليقتلوا اوغوز ، الا ان زوجة اوغوز لما علمت بالامر ارسلت اليه علي مهب السرعة تخبره بعزم ابيه علي قتله .. فلما علم اوغوز خان كتب الي من يثق فيهم ، بأن والده سيقتله ، فمن اراد ان ينضم اليه ومن اراد صف ابيه فليلتحق به .

فانحاز غالبية الناس الي الملك كارخان ، وقلة قليلة من انضمت الي اوغوز ، الا ان اكثر ابناء اخوان كارخان (الملك) انضموا الي اوغوز .

وبعد ذلك وقف الجيشان في مشهد مهيب بين الاب وابنه ، جيش فيه الملك واتباعه الكثر ، والجيش الاخر بقيادة اوغوز وقامت حرب بين التوحيد والكفر ، فكان النصر لاوغوز خان وانصاره من الموحدين .. فاصيب الملك بسهم ومات علي اثر ذلك ، فنصب اوغوز خان ملكا بعد ابيه .




الملك اوغوز خان


فلما صار اوغوز خان ملكا ، صار يدعو للتوحيد علنا ، فيرسل الخطابات والرسل للقبائل التي كانت تدين لابيه . فمن آمن بالله سلم من العقاب ، ومن رفض التوحيد كان مصيره القتل او الاسر .

فسطير اوغوز علي قبائل المغول والتتار ، بعدما شن عليهم هجمات عديدة ، فصاروا تحت نفوذه ، فىمن اكثرهم ، وبعدها اتعظت قبائل التبت والهياطلة السود ودخلوا في طاعته .

واستطاع ان يفتح مدن كبيرة في ذلك الزمان ، مثل سمرقند وبخاري وبلخ ، وزحف صوب تركستان واستكمل فتوحاته ببلاد كشيمر . وبعد حصار وقتال شديد اسطتاع السيطرة علي ذلك البلد ، فقتل ملك تلك البلاد ، ثم رجع الي سمرقند .. ومن سمرقند اتجه الي شمال منغوليا .

قام اوغوز خان باصلاح الجيش وتجهيزه لفتح المشرق . وبعد مرور عامين ، اتجه الي ايران والعراق والشام ومصر ، ابتدا الجيش المسير بالمرور من بخاري وسمرقند ثم عبور نهر آمو حتي وصل الي خراسان ، وكان يحكمها ملك قوي مهاب . ولكنً اوغوز خان استطاع ان يتغلب عليه ويضم بلاده الي مملكته . واستكمل فتوحاته بكل بلاد المشرق ، فاستولي علي كل تلك البلاد اما عن طريق الصلح او السيف .


وفاة اوغوز حان


وبعد مرور سنين عديدة اتسعت فيها رقعة مملكته ، عاد الي موطنه الاصلي . قام بعدها بعمل احتفال كبير لسلامة جيشه ، وجمع ابنائه واحفاده حوله ،  ومات عن عمر يناهز 116 عاما ، استطاع ان يفتح فيها بلاد شاسعة ، لم يستطع احد ان يحتل مثلها .

وكان اخر ما قاله ، وهي وصية لابنائه واحفاده يذكرهم فيها بنعم الله  عليه قائلا :


" يا ابنائي ، حاربت كثيرا ، فرميت الكثير من السهام ، وشهدت العديد من المعارك ، وامتطيت العديد من الخيول ، فابكيت اعدائي ، واضحكت اصدقائي ، وقمت بكل ذلك من اجل رب السماء ، وانا الان شيخ كبير، سلمتكم ارضي ، وسلمت نفسي لرب السماء" .


هل اوغوز خان هو ذو القرنين


لا شك وانك لاحظت مغالاة كبيرة جدا من جانب الاتراك في وصفهم لاوغوز خان ، هذا اذا لم نعتبرها اسطورة من الاساطير التركية ، فقد خرج من نسل الاوغوز دول حكمت المسلمين منهم السلاجقة والعثمانيون . وقد كان السلاجقة يتغنون بها . كذلك سار العثمانيون علي دربهم ، ليؤسسوا دولتين عظيمتين ، هما دولة السلاجقة العظمي ومؤسسها طغرل بك ، والدولة العثمانية او كما يسميها البعض الامبراطورية العثمانية ومؤسسها عثمان بن ارطغرل . فكانت هذه القصة الهاما لهم ومرشدا من اجل القيام بفتوحاتهم الشاسعة ، وللسلاجقة والعثمانيون فضل عظيم علي الاسلام والمسلمين ، فلا اقصد من كلامي الانتقاص منه البتة ، ولكن سرد  الوقائع التاريخية ليس فيه عاطفة .

وربما يقارن البعض بين اوغوز خان وذو القرنين المذكور في القرآن ، واجد البعض يكاد يجزم بأنه ذو القرنين . وقد اختلف المفسرون فيه ، فلا يمكن ان نقطع بأنه ذو القرنين ، ولا نستطيع ان ننفي ذلك ، بالعكس هناك تشابه كبير بينه وبين قصة ذو القرنين ، والا فان هذه القصة من خيال الاتراك ، لان الذين حكموا العالم اربعة ، اثنان مؤمنان واخران كافرين.. اما المؤمنان فهما سيدنا سلميان عليه السلام وذو القرنين ، واما الكافران فهما النمرود وبختنصر ، ولا يوجد خامس . وبما ان قصتنا تقول بأنه حكم اقاصي البلاد فلا بد انه احد هؤلاء الاربعة والذين نعرف منهم ثلاثة ونجهل ذو القرنين ، فاما انه ذو القرنين واما ان هذه القصة ما هي الا اسطورة ، والله اعلم .


المصدر


1- بوابة تركيا .

2- ويكيبيديا .



المنشور القادم المنشور السابق
ضع تعليقك هنا
إضغط وأضف تعليق
comment url